قصة الحضارة -> حياة اليونان -> اضمحلال الحرية اليونانية وسقوطها -> فليب -> الإمبراطورية الأثينية الثانية


وأصبح تحديد عدد أفراد الأسرة تحديداً اختيارياً هو الطراز العصري في ذلك الوقت؛ وكانوا يصلون إلى هذا الغرض بمنع الحمل، أو الإجهاض، أو قتل الأطفال. ويقول أرسطاطاليس إن بعض النساء كن يمنعن الحمل بطلاء جزء الرحم الذي يسقط عليه مني الرجل بزيت شجر الأرز، أو بمرهم الرصاص. أو الكندر الممزوج بزيت الزيتون . وكانت الأسر القديمة سائرة في طريق الانقراض فلم تكن توجد، على حد قول إسقراط، إلا في قبورها؛ وأخذت الطبقات الدنيا يتضاعف عدد أفرادها، أما طبقة المواطنين في أتكا فقد نقص عددها من 000ر43 في عام 431 إلى 000ر22 في عام 400 وإلى 000ر21 في عام 313(33). ويقابل هذا نقص في عدد المواطنين الذين كانوا يجندون للخدمة العسكرية؛ ويرجع بعض هذا النقص إلى مذابح الحرب، وبعضه إلى قلة من لهم في الدولة أملاك يتحتم عليهم الدفاع عنها، وبعضه إلى رغبة الناس عن الخدمة العسكرية. ذلك أن حياة الدعة والانصراف إلى العناية بالشئون المنزلية، والانهماك في الأعمال التجارية والصناعية، وطلب العلم، كل ذلك قد حل محل حياة الرياضة البدنية، والتربية العسكرية، والعناية بالشئون العامة، وهي الحياة التي كان يألفها الناس في عهد بركليز(34). فأما الرياضة فقد أصبحت حرفة، وصار المواطنون الذين كانوا في القرن السادس يملأون مدارس التدريب الرياضية يقنعون الآن بأن يجهد غيرهم أنفسهم بالنيابة عنهم، وحسبهم هم أن يشاهدوا استعراض المحترفين. وكان بعض الشبان يتلقون بعض الدروس في فن الحرب، ولكن الكبار كانوا يجدون عشرات من الطرق للهرب من الخدمة العسكرية. وأضحت الحرب نفسها مهنة بسبب ما دخل عليها من التعقيدات الفنية، تحتاج إلى رجال مدربين


صفحة رقم : 2465