قصة الحضارة -> عصر فولتير -> تقدم العلم -> التقدم العلمي -> علم الحيوان


اتباعها مجرد منظرين لا علماء. فكل هذا الحديث عن "التموجات" و"السائل العصبي" إنما هو محض افتراض؛ فهل رأى أحد هذه الأشياء؟ وزعم تيتنز أن السيكولوجية العلمية تستهدف الملاحظة المباشرة للعمليات الفعلية، وتجعل الاستنباط أداتها الرئيسية، فتبنى بذلك سيكولوجية على أساس استقرائي بحق. وستجد بعد قليل أن "قوانين الترابط" التي صاغها هوبز، ولوك، وهارتلي، لا تتفق وخبرتنا الفعلية؛ وأن الخيال كثيراً ما يحيى أو يربط الأفكار في ترتيب يختلف تمام الاختلاف عن الترتيب الذي أعطاه إياه الإحساس، وأن حلقات في سلسلة الترابط تسقط أحياناً على نحو غريب جداً. ويبدو أن الرغبة هي الحقيقة المحايثة (الباطنة) للكائن الحي، وأنها لا تتفق غالباً مع القوانين الميكانيكا. والذهن قوة نشيطة مشكلة، لا "صفحة بيضاء"، يخط الإحساس عليها إرادته.
وهكذا هيأ المسرح لإيمانويل كانت.


صفحة رقم : 12462