قصة الحضارة -> عصر فولتير -> تقدم العلم -> التقدم العلمي -> تأثير العلم على الحضارة
10- تأثير العلم على الحضارة
إذا كان هذا الفصل قد طال أكثر من العادة رغم ما يشوبه من نقص فليس السبب أننا اعتبرنا العلماء وعلمهم منتمين إلى التاريخ فحسب، بل إن تطور الأفكار أيضاً هو موضع اهتمامنا الأساسي، وأن الأفكار لعبت دوراً في القرن الثامن عشر لا يفوقه أهمية غير طبيعة الإنسان نفسه. وإذا كانت منجزات العلم في تلك الحقبة الثورية لا تبلغ في إدهاشها مبلغ نظائرها في القرن الذي سبقها من جاليليو إلى ديكارت إلى نيوتن وليبنتس، فإنها تغلغلت تغللاً أقوى في كل منحى تقريباً من مناحي التاريخ الأوربي. فبفضل فولتير وعشرات المفسرين الأقل منه شأناً نشرت نتائج البحث في الطبقتين الوسطى والعليا، وشاركت العلوم الجديدة -علوم الكيمياء، والجيولوجيا، والحيوان- في التأثير البطيء، العميق رغم بطئه، الذي أثرت به المعرفة المتسعة على الذهن المثقف، وكانت النتائج بغير نهاية.
والعجيب أن التأثير العلم كان أقله، وآخره، على التكنولوجيا. ذلك أن طرائق البشر في الزرع والحصاد، وفي التعدين والصناعة، وفي البناء والنقل،
| صفحة رقم : 12463 |
|