قصة الحضارة -> عصر نابليون -> ملوك أوروبا في مواجهة التحدي -> حول القلب -> الدنمرك

3- الدنمرك


لم تثر أخبار سقوط الباستيل دهشة كبيرة لدى الدنمركيين الذين كانوا بالفعل منذ سنة 2771 قد ألغوا القنانة (عبودية الأرض) والتعذيب في أثناء المحاكمة وأصلحوا القانون والمحاكم والشرطة وطهروا مجال الخدمة المدينة من الرشوة واستغلال النفوذ وأعلنوا حرية العبادة لكل الأديان وشجعوا الأدب والفن· وكان الدنمركيون ينظرون إلى أسرتهم المالكة كأساس استقرار وسط صراع الطبقات وتقلبات السياسة· وعندما هاجم الجمهور الباريسي الملك لويس السادس عشر، وبعد الحكم عليه بالإعدام - رغم أنه أي لويس السادس عشر كان كالملك الدنمركي مؤيداً لاتخاذ إجراءات ليبرالية، كان الدنمركيون متفقين مع مليكهم على أنهم ليسوا في حاجة إلى هذا الانفعال (العنف)· وسرعان مانظر الدنمركيون بتسامح إلى نابليون لتهدئته الثورة وإعادته النظام في فرنسا، فرفضت الدنمرك الانضمام لتحالف مضادٍ له·
بل على العكس فقد تحدت الحكومة الدنمركية دعاوي الأدميرالية البريطانية بحق قباطنتها في الصعود إلى أي سفينة متجهة إلى فرنسا والبحث عن البضائع المهربة فيها· وفي مناسبات عديدة في سنتي 9971 و 0081 اعتلى القباطنة البريطانيون سفنا دنمركية وقبض أحدهم على سبعة تجار دنمركيين ممن قاوموه واحتجزهم في ميناء بريطاني· وفي أغسطس سنة 0081 دعا القيصر بول الأول Czar paul I ملوك بروسيا والسويد والدنمرك للانضمام إليه في العصبة الثانية للحياد المسلح بهدف مقاومة تفتيش البريطانيين للسفن المحايدة· وفي 61 و 81 ديسمبر سنة 0081 وقعت القوى البلطيقية الأربع إعلان مبادئ وافقوا بمقتضاه على الدفاع عن الآتي:
(1)لكل سفينة محايدة الحق في الإبحار بحرية من ميناء إلى ميناء على سواحل الدول المتحاربة· (2) البضائع التي تخص رعايا القوى المتحاربة - باستثناء المهربة - لا يجوز التفتيش عليها إذا كانت على متون سفن تمتلكها دول محامدة····(5) إعلان قائد السفينة (المحايدة) أن السفينة أو السفن التابع للبحرية الملكية أو الإمبراطورية·· ليس في حمولتها بضائع مهربة - يكفي لمنع أي تفتيش(8)·
أعرب نابليون عن اغتباطه بهذا الإعلان، ودعا بول الأول فرنسا للانضمام إلى روسيا في غزو الهند للقضاء على السيطرة البريطانية هناك(9)· وأحست إنجلترا أن النزاع وصل إلى نقطة حرجة لأن الأساطيل المشتركة للقوى المحايدة وفرنسا يمكن أن تنهي السيطرة البريطانية على البحار التي هي - أي هذه السيطرة - المانع الوحيد الذي يمنع نابليون من غزو إنجلترا، فانتهت الحكومة البريطانية إلى أن الحل الوحيد هو الاستيلاء على الأسطوال الدنمركي أو الروسي أو تدميره· ومن الأفضل أن يلحقوا هذا بالأسطول الدنمركي لأن الهجوم على روسيا قد يتيح للأسطول الدنمركي الهجوم على مؤخرة الأسطول البريطاني·
وفي 21 مارس 1081 غادر أسطول بريطاني بقيادة السير هايد باركر Hyde Parker، ميناء يارموث Yarmouth مزودًا بتعليمات للتوجه إلى كوبنهاجن ومطالبة الدنمرك بالانسحاب من عصبة الحياد المسلح وفي حالة الرفض يقوم الأسطول الإنجليزي بالاستيلاء على الأسطول الدنمركي أو تدميره· وكان الأدميرال المساعد هو هوراتيو نيلسون Horatio Nelson وكان في الثانية والأربعين من عمره، وكان هو القائد الثاني، وكان مستاء من تبعيته للأدميرال باركر البالغ من العمر اثنين وستين عاما والذي أظهر ميلا للحذر من ميل نيلسون للخروج عن قيادته·
ووصلا إلى الساحل الغربي لجوتلاند Jutland في 71 مارس وأبحرا بحذر شمالا وحول رأس شجيراك Shaggerak لشبه الجزيرة ثم جنوباً في خليج كتيجات Kattegat الكبير إلى جزيرة سجالاند Sjaelland ومن ثم عبرا المضيق الضيق بين هالسنجبورج Halsingborg السويدية وهلسنجور Helsingor الدنمركية فأطلق عليهم حصن كرونبورج Kronborg مدافعه، فاتجه الأسطول البريطاني جنوبا في المضيق حيث مضيق آخر هو أضيق المضايق جميعا فبدت كوبنهاجن منيعة يحميها الأسطول الدنمركي والحصون - لقد كان هناك سبع عشرة سفينة مصفوفة في خط من الشمال إلى الجنوب، وكان كل منها مسلحا بمدافع يتراوح عددها بين عشرين وأربعة وستين مدفعا· وقرر الأدميرال باركر أن سفنه الكبرى حجما ذوات الغاطس الأعمق من سفن نلسون لا يمكنها دخول هذا المضيق ذي المياه الضحلة، دون خطر الارتطام بالأرض أو التعرض للتدمير فانتقل نلسون بعلم قيادته من السفينة سانت جورج إلى السفينة إليفانت (الفيل Elephant) وقاد إحدى وعشرين سفينة أصغر من سواها في المضيق ركزها في مواجهة السفن والحصون الدنمركية مباشرة· لقد دارت المعركة (2 أبريل 1081) وكل طرف منهما عى مقربة من الطرف الآخر حتى كادت كل طلقة أو قذيفة تحمل معها الدمار أو الموت وقد حارب الدنماركيون بشجاعتهم المألوفة، وحارب الإنجليز بنظامهم المعهود ومهارتهم في التصويب· وكادت كل سفينة من السفن المشتركة في القتال تتعرض لخطر شديد، وبدا موقف نيلسون حرجاً جداً حتى إن الأدميرال باركر أشار إليه بالإشارة رقم 93 الشهيرة والتي تعني التراجع· وثمة رواية إنجليزية تذكر أن نيلسون راح ينظر للإشارة بإمعان بعينه المصابة بالعمى، وعلى أيه حال فقد أقسم في وقت لاحق أنه لم ير أبدا الإشارة التي تأمر بالتراجع، فواصل القتال· ونجح المغامر الكبير(01) فراحت السفن الدنماركية تهوي غارقة أو تصبح غير صالحة للقتال· وعرض نيلسون وقف إطلاق النار فقبل طلبه، وكان نيلسون - كنابليون - يستخدم الدبلوماسية إلى جانب الحرب لتحقيق غرضه، فاتجه إلى الساحل لمناقشة شروط السلام مع فريدريك الوصي على العــرش الدنمركــي وولــي العهــد· وكــان الأميــر قــد تلقى أخبارا مفادها أن القيصر بول الأول قد اغتيل (32 مارس 1081) وأن عصبة الحياد المسلح قد انهارت، فوافق على الانسحاب منها· وأكدت الحكومة البريطانية الاتفاق الذي وقعه نيلسون، وعاد إلى نصر آخر، فقد دعته الأمة (5081) لينقذ السيادة البريطانية على البحار في معركة الطرف الأغر·
ونجت الدنمرك واحترمتها إنجلترا كما كانت تحترمها سائر دول أوروبا، وظلت هذه المملكة الصغيرة طوال الست سنوات التالية تُناضل للحفاظ على حيادها بين بريطانيا العظمى وروسيا اللتين تسيطران على البحار المجاورة، والجيوش الفرنسية التي تَعِسّ في الأراضي المجاورة لهذه الشبه جزيرة التي يعمها الاضطراب· وكان الدنمركيون بشكل عام يميلون لنابليون لكنهم امتعضوا بسبب إلحاحه عليهم لمزيد من الانحياز له· وبعد سلام تيليسيت Tilsit أرسل نابليون رسالة إلى الحكومة الدنمركية ملحاً على ضرورة منع أي بضائع إنجليزية، ومطالباً بتعاون أسطول الدنمرك الجديد مع الفرنسيين·
والآن - كما كان الأمر في سنة 1081 - أخذت الحكومة البريطانية بزمام المبادرة وأرسلت أسطولاً كبيراً على متون سفنه 000،72 مقاتل إلى المياه الدنمركية (62 يوليو 7081) متذرعة بأن عملها هذا لا هدف له إلا تحقيق السلام، وحذَّر وزير الخارجية البريطاني جورج كاننج حكومته من أن نابليون كان يخطط لضم الأسطول الدنمركي إلى أسطول آخر في محاولة لإنزال جنود في سكوتلندا أو إيرلندا(11)، وفي 82 يوليو أصدر كاننج تعليمات لممثلي الحكومة البريطانية في الدنمرك بإعلام ولي العهد الدنمركي أنه من الضروري لأمن بريطانيا العظمى أن تتحالف معها (أي الدنمرك) وأن تضع أسطولها تحت تصرف الحكومة الإنجليزية· ورفض ولي العهد الدنمركي واستعد للمقاومة، فحاصرت السفن البريطانية سجالاند Sjaeland وأحكم الجند البريطانيون الحصار حول كوبنهاجن، وتعرضت المدينة لقذف بالمدفعية من البر والبحر (2-5 سبتمبر 7081) وكان القصف عنيفاً لدرجة أن الدنمركيين سلَّموا لإنجلترا كل أسطولهم: 81 سفينة كبيرة وعشر فرقاطات وأربع وعشرين سفينة صغيرة(21)· ومع هذا فقد واصلت الدنمرك الحرب وظلت منحازة لفرنسا حتى سنة 3181·
وفي أثناء الحروب، بل وبإلهام منها في غالب الأحيان - قدم الدنمركيون إسهامات مهمة في العلوم والآداب والفنون· لقد اكتشف هانز كريستيان أورستد Oersted (7771 - 1581) أن إبرة ممغنطة (على محور) ستعود عند الزوايا القائمة إلى الطرف الآخر حاملة تياراً كهربيا· ودخلت الكلمة (أورستد Oersted) إلى كل اللغات الأوروبية والأمريكية لتعني وحدة القوَّة في مجال مغناطيسي (وحدة شدّة المجال المغناطيسي)· لقد أسس أورستد علم الكهرباء المغناطيسية خلال ثلاثين عاماً من التجارب·
وكان نيكولاي جرندتفج طوال عمره البالغ ثمانية وتسعين عاماً يبذل كل جهده ليكون لاهوتياً متحرراً وأسقفاً وفيلسوفاً ومؤرخاً ومربّيا مبدعا ورائداً في دراسة الحكايات الشعبية والتراثية من الآداب الأنجلوسكسونية وآداب سكندنافيا، وألَّف بعض القصائد الملحمية والأغاني والترانيم الدينية التي مازالت محبوبة في سكندنافيا·
وكان للدنمرك في هذا العصر المفعم بالأحداث مسرح ناشط، عملت كوميدياته على وخز مظاهر الادعاء على المستوى الاجتماعي، فسخر بيتر أندرياس هايبرج Heiberg (8571-1481) من التمييز الطبقي في مسرحيته (de vanner Og De vonner) فكثر أعداؤه بسبب ذلك حتى إنه لجأ إلى باريس طلباً للأمان فعمل في وزارة الخارجية الفرنسية مع تاليران، وقد أنجب ابنا هو جوهان (يوهان) لودفيج هايبرج (1971-0681) الذي كان له شأن كبير في المسرح الدنمركي في الفترة التالية·
وظهر في الأدب الدنمركي شاعران على الأقل تخطت شهرتهما حدود الدنمرك واللغة الدنمركية، ولا شك أن جينز إيمانويل (عمانويل) باجسن Jens Immannel Baggesen (4671-6281) كان ذا شخصية جذابة وأسلوب رشيق· ولقد افتتن دوق أوجستنبورج Augustenburg بأشعاره الأولى، فدفع للشاعر الشاب تكاليف زيارته لألمانيا وسويسرا· وقابل جينز كلاً من فيلاند، وشيلر، وهيردر وكلوبستوك، وأحس بتطلعات روسّو الرومانسية، وسعد بالثورة الفرنسية وابتهج لقيامها·
ودرس فلسفة كانط وسار في تيارها، ذلك التيار الذي أنعش الفلسفة الألمانية، وأضاف اسم كانط إلى اسمه وكتب حصاد رحلاته وتأملاته في كتاب متاهة شاعر جوّال Labyrinthen eller Digtervandringer (2971) كاد يضارع فيه لورنس ستيرن Laurence Stern فكاهةً وفيضَ مشاعر· ولما عاد للدنمرك تخلّى عن إثارة فيمار وباريس، وعاش في فرنسا في الفترة من 0081 إلى 1181 يراقب نابليون وهو يصوغ النظام من الحرية ويحول الجمهورية إلى إمبراطورية (المقصود يحول النظام الجمهوري إلى نظام إمبراطوري أو ملكي)· وفي سنة 7081 ألف قصيدة حيوية (الشبح ونفسه Gjengengeren og ban Slev) عرض فيها بذكاء وعمق تأرجحه بين المُثل الكلاسية من نظام وانضباط وحقيقة من ناحية، والاعتدال والتطلع الرومانسي إلى الحرية والخيال والرغبة من ناحية أخرى· وفي سنة 1181 أصبح أستاذاً في جامعة كيل Kiel، وبعد ذلك بعامين دخل في معركة حامية مع أعظم شعراء الدنمرك·
لقد عاش آدم جوتلوب أولنشليجر Adam Gottlob Oehlenschlager(9771-0581) حياة سعيدة - بشكل غير عادي - في فترة شبابه· كان والده ناظراً لأحد قصور الضواحي التي تحيط بها الحدائق والحقول، فاستمتع ابنه بحديقة يلعب فيها ومكتبة يقرأ فيها وصالة يعرض فيها الأعمال الفنية، وحلق به خياله وتطلّع للعمل في مهنة التمثيل لكن صديقه هانز كريستيان أورستد Oersted جذبه إلى جامعة كوبنهاجن· لقد عاش خلال الفترة التي قذف فيها البريطانيون بمدافعهم الأسطول الدنمركي والعاصمة الدنمركية في سنة 1081، وأحس بتأثير الفيلسوف النرويجي هنريك ستيفنز Steffens، وأخيراً وصل إلى مكانته من الشهرة بإصداره مجموعة قصائد في سنة 2081 رسَّخت الاتجاه الرومانسي في الأدب الدنمركي·
وواصل معركته فأصدر مجموعة أشعار (3081) يوازن فيها بين حياة المسيح والتغييرات السنوية الحادثة في الطبيعة فأدانته الكنيسة الرسمية كحلولي (قائل بوحدة الوجود) مهرطق، لكن الحكومة الدنمركية كافأته بمنحة للسفر إلى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا· وقابل جوته، وربما تعلم منه أن يراجع ذاتيته الرومانسية· وفي ديوانه 0قصائد شمالية، 7081 (Nordiske Digte) استوحى الميثولوجيا الأسكندنافية بملحمة تحتفي برحلات الرب تور Thor، ودراما عن هاكون جارل Haakon Jarl الذي حكم النرويج من سنة 097 إلى سنة 599 وخاض معركة خاسرة لمواجهة انتشار المسيحية· وعندما عاد أولنشليجر إلى كوبنهاجن (9081) استقبلته الدوائر الأدبية كأعظم شاعر دنمركي·
وانتهز فرضة شهرته وشعبيته فنشر سلسلة من الأعمال المتعجلة، فانتقده جينز بجسن Beggesen علناً ذاكراً أن أعماله تتسم بتدني المستوى والإهمال· واستعر الخلاف، ولم يدافع فيه أولنشليجر عن نفسه كثيرا، إلا أن أصدقاءه - على أية حال - تولوا هذه المهمة عنه وتحدوا بجسن Baggesen بدخول مبارزة في شكل نقاش أو مناظرة باللغة اللاتينية· وفي هذه الأثناء نشر أولنشليجر عمله (Helge and Den Lille Hyrdedreng) فرحب بجسن Baggesen به لأنه عودة آدم القديم(31) وفي سنة 9281 توّج أولينشليجر في لوند كأمير للشعراء، وقام بتتويجه تجنر Esaias Tegner وفي 4 نوفمبر 9481 امتدحه الشعراء المعاصرون في عيد ميلاده السبعين واصفينه بأنه آدم جبلنا المقدس (The Adam of our Parnassus) وفي مضمار الفن قدمت الدنمرك لأوربا نحاتا لم يكن هناك من يضارعه عندما بلغ أوجه سوى كانوفا Canova· إنه بيرتل ثوروالدسن Thorwaldsen (0771 - 4481) الذي فاز بمنحة لدراسة الفن بأكاديمية كوبنهاجن واستقرفي سنة 7971 في روما التي كانت لاتزال راضخة لإنجيل فينكلمان Winckelmann في الفن الهيليني باعتباره هو الفن الذي يجب احتذاؤه (النموذج الأمثل)· لقد لفت انتباه كانوفا، وحذا حذوه في نحت تماثيل لأرباب المعتقدات الوثنية، كما نحت تماثيل للمشاهير المعاصرين له في أوضاع وملابس إغريقية أو رومانية، وعلى هذا فقد وجدناه في سنة 7181 يقيم تمثالا نصفيا لبايرون على نسق أنطونيوس الوقور· وكان يلي كانوفا من حيث المكان كزعيم للمدرسة الكلاسية الجديدة في النحت وانتشر أسلوبه النحتي انتشارا كبيرا حتى إنه عندما غادر روما في سنة 9181 ليقيم في كوبنهاجن كان يلقى ترحيباً كبيرا في أثناء مروره بفينا وبرلين ووارسو (فرسافا(41))· والآن (9181) وجدنا يصنع النموذج الذي احتذاه لوكاس أهورن Lucas Ahorn ونحته من حجر رملي (Lion of Lucerne) تخليدا لذكرى الحرس السويسري الذي مات أفراده دفاعا عن لويس السادس عشر في سنة 2971· وتألمت كوبنهاجن عندما وجدته يغادرها مرة أخرى إلى روما· لكنها - في سنة 8381 - احتفت مفتخرة بعودته· وكان في هذا الوقت قد حقق ثروة وهب جزءا منها لإقامة متحف لعرض أعماله التي كان من أشهرها تمثال له شخصيا ليس كلاسيا إذ أظهر فيه بدانته بأمانة· وتوفي في سنة 4481 ودفن في حديقة متحفه·



صفحة رقم : 14738